فرحة كبيرة اعترتنا واثلجت قلوبنا الحزينة , عندما اعلن البلدان انهما ابتداء فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية المصرية والسورية وعن تبني مصر لملف انضما م سورية لمنظمة النجارة العالمية
ان الفترة السابقة اتسمت بالبعد والركود بسبب بعض الوقائع السياسية ولوحظ توتر العلاقات بين البلدين انه بدا يتصاعد وظهر في تعاملات الهجرة والجوازات مع المقيمين السوريين فلاول مرة في مصر منذ اكثر من عشرين عام يطلب تبرير الاقامة والتواجد في الاراضي الصرية بالنسبةللسورين ونتمنى زوال هذه العقبة بفاتحة اعادة الصلاة بين البلدين وتصعيد العلاقات مجددا
- تشير هذه العودة الى حقيقة نمو الوعي العربي الذي ادرك اخيرا ان ايجاد استراتيجيات جديدة بين بلدان المشرق العربي حقيقة حتمية وان اي فائدة لهذه البلدان المرتبطة ببعضها تاريخيا ودمويا لا بد ان تاتي من الشرق نفسه ومن الداخل وليس من وراء البحار في عصر لغة المصالح
-مما ذكر في توجهات البلدين رفع قيمة الاستثمارات وحجم التجارة من 1,5 الى 3,5 مليار دولار اميركي وهذا سيعود بالرخاء على الطرفيين وعلى ما يبدو ان هنلك خوف متبادل من تواجد انظمة بيرو قراطية في هذه المنظومة الجديدة او جزئيات من الفساد اتفق البلدين على وضع تسهيلات وطرق معاملة تخص هذه المنظومة الجديدة
-كنت قد نوهت منذ فترة في مقال سابق لي ( مرض التوحد العربي ) عن دور مصر في المنطقة العربية وحجم نفوذها الحالي وجاءت الاحداث اليوم في تزامن مع تفكيري يعود ة الاتصال الذي لم ينقطع ولكنه ركد قليلا بسبب المواقف الدولية سيعود الاتصال بين اسيا وافريقيا مجددا بقوة عظيمة حيث ان العلاقات ت الصميمية بين البلدين التي تربطهما من نسب وتاريخ ومصير منعهما من التباعد وقد صرح به للصحافة ان العلاقات بين مصر وسورية اكبر بكثير من اي ظرف اخر ولا بد ان ملفات كثيرة قد تم فتحها في اميركا واروبا نتيجة هذا التصعيد بين البلدين
- النقطة الاساسية التي اريد ان اعقب عليها في هذا الموضوع والتي هي الاهم
هو عزم البلدين عن انشاء خط بحري تجاري منتظم بين البلدين بين الاسكندرية واللاذقية . فكما ذكرت في مقال سابق ( بوابة المشرق) ان اقامة دولة اسرائيل في فلسطين بمساعي بريطانية وباقناع يهودي للبريطانيين بان وجود قوة ثالثة في فلسطين سيغلق بوابة المشرق التي هي فلسطين والمقصد هو فصل اسيا عن افريقيا في المنطقة والبلاد التي خلف البوابة من الجانبين ولا سيما مصر وسورية وهذه احد الفوائد التي ستجنيها بريطانية من وجود اليهود هناك
-في الفترة السابقة نفعت فكرة بوابة المشرق المغلقة وسببت بعض التفرد لهذه الدول الذي عاد علينا بتاخر تطورنا وتوسع اسرائيل واحباط القضية الفلسطينية
ثم بدات هذه الفكرة بالتقادم الزمني تفقد جزء من قدراتها بسبب التطور التكنولوجي لمواضيع الاتصالات وتطور الجسور الجوية ولم يبق منها سوى موضوع الجسر البري وان انشاء جسرا بحري بين الاسكندرية واللاذقية عروس الساحل ما هو الا فكرة نوعية تدل على تخطيط استراتيجي عميق وبعيد المدى في رؤيا السياسة الجغرافية للمنطقة وتزول هنا عقبات ( العقبة ؟؟؟)
واظن ان هذا المشروع سيواجه تحديات دولية وخاصة من اسرائيل نفسها
- لننظر الى عظمة هذه الفكرة وجوهرها وما تحمله من تغيرات جذرية في مصير المنطقة
ذكر بيجن في اجد تصريحاته ان ما يهدد امن اسرائيل بشكل مباشر
وجود سورية على الحدود الاسرائيلية
تحالف سورية ومصر الذي يشكل قوة خطيرة في المنطقة العربية
فكرة القومية العربية
واخرا منظمة التحرير الفلسطينية
واغلاق بوابة المشرق كان من اهم الضمانات لقيام دولة اسرائيل, اليوم تعود هذه البوابة وهذا الجسر لينفتح عبر
مياه البحر الابيض المتوسط (وارجو ان يكون هذا التطلع السياسي موجود في المشروع )
فما هي الرؤيا السياسية التي ننظر لها الان
سيصير للقضية الفلسطينية بعد جديد في سلم اولويات الدول عموما والعربية خصوصا ستصير قضية حقوقية
ستنخفض المساعدات ت الدولية لاسرائيل نتيجة لانخفاض فعالية دورها في المنطقة لانها ستواجه تكتلات مختلفة مصرية سورية فلسطينية ولا يفوتنا ان سورية صديقة ايران وايران صديق الامريكان برغم من وجود النزاع البارد بينهما وايران ومصر بينهما علاقة تجارية واسعة
سيشكل هذا التحالف ضغطا على السعودية بشكل كبير في ما يخص اسعار البترول وطبيعة العلاقات الجديدة مع العرب واميركا وستطر الى الحد من سياسة التفرد في معاملاتها الاميركية وستطر الى الاندماج في الاسرة العربية مجددا
ليس امام اسرائيل في مثل هذه الظروف سوى محاولة افشال اقامة هذا الجسر البحري او الاعتداء على اراضي جديدة للمساومة عليها مقابل تنازلات اخرى ودعم دولي جديدي واحتمال الحرب مع سورية حاليا غير متوفر ومستبعد ممكن ان تتطلع الى لبنان بالاعتداء على اي جزء منه سيما ان الكثير من التصفيات الاقليمية حصلت على هذه الاراضي وانهكت شعبها ( المتميز في ادائه برغم كل الظروف )
واؤكد ان موضوع فلسطين سيكون له دور كبير بعد فتح هذا الجسر البحري
اشكر سيادة الرئيس حسني مبارك وسيادة الرئيس بشار الاسد رئيس دولتنا على هذه الصفحات ت الجديدة بين البلدين التي ستمتلئ خيرا ان شاء الله من الشعبين المتنا غمين
ومستقبل جديد لابنائنا الذين اخر امالهم الهجرة الى الخارج ليصير الوطن املهم ونسال الله التوفيق للجميع
الكاتب السوري نبيل البحر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق