رسالة الى صديقة
ابدا من عند اول انتباه نحوك اكتب حيث انني لم اكن مغرما بالجواهر الثمينة قبل لانني ما كنت افهم بريقها ولا القها ولكن الايام علمتني وحنكتني
واعطتني الخبرة اللازمة ونعمة التمييز فصرت افرق بين ما هو صالح وما هو طالح وزائف
مدينة حمص اليوم اشبه بصندوق يحمل في طياته وثناياه المخملية جوهرة نادرة لا يعرف لها وصف ولا تقدر بثمن هي انت
وزادني الفخر فخرا بان صداقة تربطنا ببعضنا كارتباط العطر بالورد فلا ينقطع عني عطرك النادر ونشرك ايتها الوردة الحمصية الجميلة نعم انا تخطيت عتبة الاربعين اليوم وكلني جراح دامية واوجه مختلفة للتحطم الشديد ولكنني لا ازال احتفظ بروح الشبابا القديم المتسم عندي بارتباطه بروح الجمال والتعمق في بواطن الامور لا ظواهرها بعيدا عن السطحية هذه النظرة للحياة التي جعلتني انسانا يواجه المصاعب في كل شيئ ويعثر بكل قشور وسطحيات الحياة لدرجة انني صرت انسانا هامشيا في الواقع لان الباطن اشبه بعالم الروح الغير منظور الذي لا يعرف عنه احد اي شيئ وهكذا انا لا احد يعرف عني اي شيئ وبدا يتناولني النسيان من مرور الوقت الطويل فغبت قليلا عن نفسي
اراك اليوم من بعيد فيشدني حبل نوراني من امل في رؤيا فكرية جديدة مع امراة تستحق ان يدرسها الانسان ويفكر فيها فما اجمل تذكر الواحات في مساحات الظما الشديدة اريد ان اقول لك شيئا بانك اكثر من جميلة بمعنى الجمال الحقيقي والخلق حيث ان مساحة في سحر الغموض كبرقع الاحلام الممتد على مساحة ليلة في جبال لبنان
تغطي وجهك اللجيني الذي فيه سحرك اما انا فاراه من كل اتجاه واحس به بحس القلب لان كل ما يخبؤه عيناك تضعه امامي وتكشفه تشبهان احجار الزمرد تحت اشعة الشمس في وسط العقد الفريد
ساكتب في سحرك الباطن كثيرا وسيجتهد قلمي لانك ايقظت جوارحه الغافلة المنهكة
من تعب السنين وطول الايام والان يجد لنفسه مساحة جديدة ليكتب فيها وسحرا جديد وخمرا طيبا لينتشي به كخمرة قانا الجليل دعيه يبدا ولا تعطلي حركته وتاملي ما ذا سيفعل واسمعي ماذا
بقلم نبيل البحر