البعد عن القلم ليس هجرا للكتابة , لان الكاتب والقلم عنصران في شخص واحد , يتعدى الموضوع هنا الغاية والوسيلة بين الكتابة وعناصرها , وتدفق الفكر لدى الكاتب ولا تعود هذه العناصر ادوات تعبير فقط بل تصير جزءا من الموضوع ذات نفسه .
--- وانا اكتب اصغي الى حكة القلم بخد الصفحات البيضاء , واتصاعد مع موسيقى الشعور , وانتشي وانا الامس السطور كانما اضع يدي على خد حبيبتي .
.
تعطيني هذه الحركة حس الانفعال والمعنى وتوازن حركة التدفق في الكتابة .
سافرت مع القلم في دهاليز الشرايين كلها , ولمست به احداثيات العالم وتضاريصه , من خلاله تنبات حزنت وفرحت وولدت من جديد مرات ومرات على هذه الصفحات البيضاء لكنني لم اكتب تاريخي
--- من يصدق النني كاتب لا يحمل اوراقا معه , ولا قلم , ومن طبيعتي النسيان , , كثيرا ما تذمر مني قلمي المتروك وحيدا على الطاولة قرب الكواغد والدواة يحلم بالحركة ,في كل يوم اتركه وحيدا في الصباح الباكر واغادر لذلك عتبت الافكار علي .
واعود اليه مساء بحصاد قليل من الذي تبقى في ذاكرتي من مجريات اليوم التي طوى النسيان اغلبها لانه لم يكن معي ليدون
--- ومنذ ايام باغتني القلم في الحلم , بعد انقطاع ليس بطويل قادما الي يحمل مجموعة من الاوراق البيضاء , وضعها امامي وتوارى عني تاركا لي روح الكتابة دون ان يفرض علي افكارا اكتبها , تاركا لي حرية الاختيار في كتابة موضوع جديد .
بقلم نبيل البحر