معروفك لن ينسيني اصلي
لكل انسان في هذا الكون اصول تبنى شخصيته عليها ومنابع الاصول هذه هي التي يشب عليها المرء وتبقى محتفظة بالاصل مهما تغيرت الظروف الخارجية المحيطة فالاصل ثابت لانه مخبوؤ في الجذور ومكامنها وتكون التغيرات نسبية
والحقيقة ظاهرة في عمق الفلسفة وايضا في الهوامش البسيطة ولكن الجوهر ذاته على مقدار الفهم
وحكايتي تشرح فكرتي
يحكى ان شيخا جليلا من اهل الكرم تعرض في زمانه لموقف ورواه لاخريين وتوالت الحكاية من خلف الى سلف الى ان وصلتنا اليوم واحكيها انا للقراء ليعرفها من لم يسمعها ففيها الكثير من العبر
تعود شيخنا الجليل ان يقصد المسجد ليقيم صلاة الفجر حاضرا فيه فيكسب حسنة الصلاة من عند الله ويعود الى بيته مواظبا على الالتزام
وذات يوم وهو في طريقه الى المسجد سمع صراخ رجل يستغيث استغاثة شديدية فتوجه الى مكان النداء فراى رجلا مغوسا في الطين مخضبا بالجراح
يستغيث فاقبل عليه الشيخ واخرجه من الوحل
واسنده وصل به الى البيت فاغتسل واعطاه لباسا ودواه من جراحه
وساله الشيخ عن اصله وفصله فقال له انا عابر سبيل اجوب القرى بحثا عن عمل وقد اعترضني لصوص وسلبوني وتركوني على الحال الذي وجدتني به
فقال له الشيخ يابني انا رجل مسن اسكن وحدي في هذه الدار ابق معي الى ان تستعيد صحتك وبعدها اذهب حيث تشاء
وفي صبيحة يوم من الايام قام الشيخ ليذهب الى المسجد كعادته صباحا فتفاجاء ان الرجل قد رحل وسلب منزل الرجل العجوز في كل ما خف حمله وما زاد ثمنه
غادر قبل خيوط الفجر كالذئب الغادر حزن الشيخ على معروفه بهذا الرجل
وعلى كرمه الذي ضاع هباءا
ومرت الايام والشيخ مواظب على صلاته كل يوم
وفي صبيحة باكرة في طريق المسجد قابل هذا الرجل اللص فناداه قائلا بالله عليك اريد ردا على سوال وبعدها امض ولا اريد منك شيئ
فرد اللص اسال يا شيخ
فاردف الشيخ قائلا لقد انتشلتك من حافة الموت وقدمت لك الماوى والعلاج والطعام والشراب فهكذا يكون جزاء معروفي معك
وهكذا يقابل الاحسان بالنكران
ضحك الرجل ضحكة طويلة وقال
يا شيخنا الجليل انا اصلا لص وهذه حياتي
فان كنت تظن ان معروفك معي يجعلني انسى اصلي فانت رجل مخطئ تماما والا ساكون رجلا بلا اصل
فهز الشيخ راسه وقال له لقد علمتني حكمة جديدة يا رجل
اذهب الان فقد اجبت عما سالت
ومضى الشيخ وهو يفكر فعلا انه لا الفضيلة ولا الرزيلة تجعل الانسان ينسى اصله
الذي جاء منه
على الرغم من طول الايام فلا زالت تعلمنا وتحنكنا اكثر مما تعلمناه لقد اعطاني هذا اللص حكمة من حكم الحياة التي لا تقدر يثمن ودرسا اضيفه الى تركة المعرفة باحوال هذه الدنيا واخبر به الناس
لكل انسان في هذا الكون اصول تبنى شخصيته عليها ومنابع الاصول هذه هي التي يشب عليها المرء وتبقى محتفظة بالاصل مهما تغيرت الظروف الخارجية المحيطة فالاصل ثابت لانه مخبوؤ في الجذور ومكامنها وتكون التغيرات نسبية
والحقيقة ظاهرة في عمق الفلسفة وايضا في الهوامش البسيطة ولكن الجوهر ذاته على مقدار الفهم
وحكايتي تشرح فكرتي
يحكى ان شيخا جليلا من اهل الكرم تعرض في زمانه لموقف ورواه لاخريين وتوالت الحكاية من خلف الى سلف الى ان وصلتنا اليوم واحكيها انا للقراء ليعرفها من لم يسمعها ففيها الكثير من العبر
تعود شيخنا الجليل ان يقصد المسجد ليقيم صلاة الفجر حاضرا فيه فيكسب حسنة الصلاة من عند الله ويعود الى بيته مواظبا على الالتزام
وذات يوم وهو في طريقه الى المسجد سمع صراخ رجل يستغيث استغاثة شديدية فتوجه الى مكان النداء فراى رجلا مغوسا في الطين مخضبا بالجراح
يستغيث فاقبل عليه الشيخ واخرجه من الوحل
واسنده وصل به الى البيت فاغتسل واعطاه لباسا ودواه من جراحه
وساله الشيخ عن اصله وفصله فقال له انا عابر سبيل اجوب القرى بحثا عن عمل وقد اعترضني لصوص وسلبوني وتركوني على الحال الذي وجدتني به
فقال له الشيخ يابني انا رجل مسن اسكن وحدي في هذه الدار ابق معي الى ان تستعيد صحتك وبعدها اذهب حيث تشاء
وفي صبيحة يوم من الايام قام الشيخ ليذهب الى المسجد كعادته صباحا فتفاجاء ان الرجل قد رحل وسلب منزل الرجل العجوز في كل ما خف حمله وما زاد ثمنه
غادر قبل خيوط الفجر كالذئب الغادر حزن الشيخ على معروفه بهذا الرجل
وعلى كرمه الذي ضاع هباءا
ومرت الايام والشيخ مواظب على صلاته كل يوم
وفي صبيحة باكرة في طريق المسجد قابل هذا الرجل اللص فناداه قائلا بالله عليك اريد ردا على سوال وبعدها امض ولا اريد منك شيئ
فرد اللص اسال يا شيخ
فاردف الشيخ قائلا لقد انتشلتك من حافة الموت وقدمت لك الماوى والعلاج والطعام والشراب فهكذا يكون جزاء معروفي معك
وهكذا يقابل الاحسان بالنكران
ضحك الرجل ضحكة طويلة وقال
يا شيخنا الجليل انا اصلا لص وهذه حياتي
فان كنت تظن ان معروفك معي يجعلني انسى اصلي فانت رجل مخطئ تماما والا ساكون رجلا بلا اصل
فهز الشيخ راسه وقال له لقد علمتني حكمة جديدة يا رجل
اذهب الان فقد اجبت عما سالت
ومضى الشيخ وهو يفكر فعلا انه لا الفضيلة ولا الرزيلة تجعل الانسان ينسى اصله
الذي جاء منه
على الرغم من طول الايام فلا زالت تعلمنا وتحنكنا اكثر مما تعلمناه لقد اعطاني هذا اللص حكمة من حكم الحياة التي لا تقدر يثمن ودرسا اضيفه الى تركة المعرفة باحوال هذه الدنيا واخبر به الناس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق